مركز الظهير لا يأخذ الكثير من "الشو" الإعلامي في وقتنا الحالي. لكن في عصرنا هذا أصبح أهم من أي وقت مضى و يعود الفضل في ذلك إلى المدرب بيب جوارديولا. و اليوم سنتعرف على أهم مركز في كرة القدم الحديثة و كيف أصبح جزء من نجاح جوارديولا.
على السريع، مع برشلونة كان يلعب بألفيس و ألبا كأظهرة هجومية، في بايرن وضع مفهوم الظهير الوهمي. و في السيتي حاليا يستخدم الإسباني مزيج من الاثنين للسيطرة على للسيطرة على المباريات، فماهي فائدة الظهير عند بيب؟
أول شيء هو تحرك الخصم و إجباره على إتخاذ قرار خاطىء، في السيتي يطلب بيب من الأظهرة أن تعانق خط التماس، و هنا مهاجمين الخصم يكونوا أمام خيارين، مراقبة قلوب الدفاع و ترك الأظهرة بدون مراقبة أو مراقبة الظهير و ترك قلوب الدفاع بدون مراقبة و أمامهم مساحة كبيرة، و في كلتا الحالتين سيتمكن فريق جوارديولا من التقدم بالكرة إلى الثلث الثاني.
فور وصول الكرة إلى الثلث الثاني سيدخل أحد الأظهرة للعمق حتى يستطيع السيتي تدوير الكرة بأرحية و سحب لاعبين الخصم نحوهم.
عندما يتم سحب الخصم ستنتج مساحة بين خطوه يكسرونها بتمريرات قصيرة و سريعة أو سيكون جناح فريقهم في وضعية 1ضد1 مع ظهير الخصم لأن جناح الخصم عادة يتقدم للضغط على الظهير.
و في حال فقدوا الكرة سيكون لدى الفريق 3 لاعبين (2 قلوب دفاع و ظهير) يمكنهخم التعامل مع الموقف.
ثانيا، منع الهجمات العكسية، كلنا نعرف أن السيتي فريق إستحواذي، هذا يعني أن الفريق يتحرك بكتلته كاملة للأمام و سيلعب بخط دفاع متقدم للغاية. هنا ستكون خلف خط دفاعه مساحة كبيرة.
يستخدم بيب جوارديولا إيدرسون لحماية هذه المساحة عن طريق الخروج و قطع التمريرات الطويلة، لكن كما قلت المساحة كبيرة جدا و لا يستطيع الحارس تأمينها بمفرده.
هذا يعني بأنه لا يوجد سبيل لمنع الخصم من شن هجمات مرتدة قاتلة سواء الضغط العالي و العكسي. و هذا الأسلوب جوهره الزيادة العددية.
فكرة بيب هنا هي إستخدام الظهير في العمق، فمثلا لو كان السيتي يستحوذ على الكرة في الطرف الأيمن، الظهير الأيسر يدخل لخط الوسط. بهذه الطريقة يكون فريق بيب قد قام بحماية عمق الملعب عن طريق لاعب إضافي، و الخصم مجبر على لعب تمريرة طويلة للطرف الأخر. بهذه الطريقة يكون بيب قد قتل الهجمة المرتدة للخصم و فريقه يستطيع العودة لهيكله الدفاعي.
ثالثا، المساهمات الهجومية، هنا بيب جوارديولا يعطي حرية للظهير، يعني هو من يختار إلى أين يركض و لمن يمرر، لكن هناك قاعدة يفرضها على اللاعبين، يجب أن يكون الملعب مفتوح عرضيا و أنصاف المساحات يجب أن لا تكون فارغة.
بمعنى يجب أن يكون لاعب بجانب خط التماس و لاعب أخر بين الظهير و قلب الدفاع. بهذه الطريقة يستطيع بيب جوارديولا أن يضمن بأن خط دفاع خصمه مثبت و لو يحاول ظهير الخصم الخروج للضغط على الظهير ستنتج وضعية 2ضد1.
عندما نتكلم عن أسلوب بيب جوارديولا سنتكلم مباشرة على لاعبين خط الوسط، تشافي، بوسكيتس، إنييستا و دي بروين. لكن يجب أن نعرف بأن دور لاعبين خط الوسط لن يكون له أي معنى بدون أظهرة تخدم أسلوب لعبهم.
محمد أنيس لوراسية