، بصراحته المعهودة و شجاعته الأدبية يفتح لنا قلبه و يبدي آرائه بجرأته المعروفة.
...نترككم تكتشفون الحوار الشيق مع الإعلامي و الصحفي فريد معطاوي
Koora DZair أولا أستاذ فريد معطاوي نشكرك على قبولك إجراء حوار مع موقع
العفو سيدي الكريم ، نحن في الخدمة دائما ولتشجيع كل الطاقات الشبانية ، خصوصا وأن الإعلام الإلكتروني اليوم صار هو البديل
الحقيقي
س: ما هو تقييمك للمباراتين الأخيرتين للفريق الوطني والهزيمة في كوتونو ؟
خرجة " الخضر " المزدوجة ضد نظيره البنيني كانت متوقعة سواء من حيث صعوبة الرفع من مستوى الآداء ، او حتى التعثر المسجل خارج الديار ، فالبعض كان يظن بأن بلماضي يمتلك العصى السحرية التي تمكنه من قلب الموازين في أول إطلالة له ، وهذا خطأ كبير ، فما تم تهديمه على مدار شهور وسنوات يصعب إعادة بناءه في بضعة أسابيع وحتى شهور ، وعليه يجب أن نتحلى بالصبر ولا بديل عن الصبر لرؤية " الخضر " مثلما كانوا عليه من قبل ، فالمشكلة التي تواجه الناخب الوطني هو ضيق الوقت ، وهو الأمر الذي يتحمله المكتب الفدرالي الذي ضيع على بلماضي فرصة التحضير على مدار ثمانية أشهر كاملة ، وهي الفترة التي تلاعب بها اللاعب السابق ماجر ، فلو سلم المنتخب لبلماضي منذ ذلك الوقت لكان الرجل اليوم في أريحية من أمره ولكان قد أصلح بعضا من حال هذا المنتخب التعبان بمحيطه على وجه الخصوص
س: هل توافق من يقول يجب إبعاد بعض الأسماء التي كانت في وقت ليس ببعيد بمثابة نجوم المنتخب على غرار بن طالب و محرز و براهيمي ؟
أبدا ، هذا كلام المشعوذين الذين أضروا كثيرا بحال المنتخب ، لاعبون من أمثال بن طالب وبراهيمي ومحرز تتمناهم كل المنتخبات الإفريقية وحتى الأوربية ، أنسينا أنه بالأمس القريب كانت دول مثل أنجلترا وفرنسا تتنافسان للظفر بخدمات بن طالب ؟ ، أنسينا بأن محرز كان قبل موسمين من الآن الأحسن في أعتد بطولة على وجه المعمورة متفوقا على نجوم عالميين ؟ ، أنسينا بأن براهيمي كان أحسن مراوغ في الليغا التي يتواجد بها غول إسمه ميسي ؟ ، فكيف نهادن الجهلة في طروحاتهم ونقبل بفرضية إبعاد هؤلاء ؟ هذا هراء وتخلف ليس إلا
س: في رأيك ما هو سبب تراجع مستوى هؤلاء اللاعبين في السنتين الأخيرتين؟ خاصة أنهم يقدمون مستويات كبيرة و رائعة في أنديتهم؟
السب بسيط ، وبسيط جدا ولا يحتاج لأبي العارفين لكي يضع أصبعه على الجرح ، فتغير المدربين بشكل فضيع أثر كثيرا على مردود هؤلاء ، والأفضع أنهم وضعوهم تحت تصرف مدربين دون مستوى ، بل حتى من يدعون التدريب ، فكيف للاعبين من أمثال محرز الذين عملوا تحت غمارة مبدعين في التدريب من أمثال رانييري وغواريولا وحتى غلام ووناس اللذين يعملان مع أنشليوتي أن تجلبهم وتضعهم تحت تصرف ماجر ومناد وإيغيل ، أليس حرام ما فعلناه بهؤلاء ، ونأتي بعد ذلك لنلومهم عن تدني مستواهم ؟ ونتساءل عن السبب مع انه واضح وضوح الشمس ولا يحتاج الى إجتهاد .
س: هل هناك أسماء تستطيع خلافتهم؟
لقد سبق لي وأن نشرت قائمة باكثر من ثلاثين لاعبا وينشطون في أعتد الدوريات الأوربية على غرار ليفربول وبايرن ميونيخ وفولسبورغ وهيندوفن والبي أس جي وغيرها من االفرق الأوربية القوية والكبيرة ، وأغلب هؤلاء يلعبون مع المنتخبات الوطنية لألمانيا وأنجلترا وهولندا وفرنسا وحتى بلجيكا وايطاليا ، لكن لا ننتظر حدوث المعجرة ونستقدم هؤلاء في ظل التمييز الحاصل من قبل الإتحادية الحالية التي أعلنتها صراحة بإنها تعتمد نظام الكوطات في إستدعاء الجزائريين الذين ينشطون في النوادي الأوربية ، وأقول الجزائريين لأن نظرة الاتحادية لهؤلاء تختلف وهم مصنفون جزائريين من الدرجة الثانية
س:هل أنت ممن يؤمن أن مشكلة "الخضر" هي بسيكولوجية أكثر منها فنية ؟
نعم لقد سبق لي وأن قلت بأن مشكلة " الخضر " بسيكولوجية بإمتياز ، لقد هدمنا هذا المنتخب ولم نتوقف عند ذلك الحد بل ذهبنا الى أبعد الحدود عندما شككنا في وطنية أبناءنا وبقينا نصر على أنهم أنصاف جزائريين مع العلم أن الكأس الإفريقية الوحيدة التي تزين خزائن سجلنا كان موقع هدف الفوز في النهائي جزائري مزدوج الجنسية وهو "وجاني" ، وهدف أم درمان التاريخي كان برجل "عنتر يحي" المزدوج الجنسية ، وهدف المرور الى مونديال البرازيل كان بتوقيع "بوقرة" أيضا وهو مزدوج الجنسية ، فماذا نريد من أبنائنا ؟ الكرة في مرمانا
س: حسب رأيك هل صحيح هناك لاعبين يخافون على أرجلهم في إفريقيا كما يقول البعض ؟
لو كان الأمر كذلك لما وجدنا "ماروك" و"منصوري" مطرودين من بريست في ثمانينات القرن الماضي بسبب تلبية دعوة " الخضر " دون إستشارة ناديهما عندما كانت قوانين الفيفا لا تحمي اللاعبين في مثل هذه المسائل ، ولو كان المر كذلك لما ضاعت مسيرة اللاعب "بلباي" الاحترافية بسبب إصابته مع " الخضر " ، ولو كان الأمر كذلك لما توقفت مسيرة فنان من طراز عالمي وأقصد به "مراد مغني" ، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد ، فدعونا من كلام المشعوذين والحاقدين والمعقدين .
س: هل ترى أن المنتخب قادر على التألق والإبداع مع بلماضي ، أم أن مشكلة الخضر هي في الفدرالية الحالية التي أخطأت كثيرا في حق اللاعبين ؟
الرياضة وكرة القدم تحديدا ليست علوم دقيقة ، والتكهن بعودة " الخضر " الى سابق عهدهم والتألق من جديد في ظل الظروف الحالية التي تحيط بالمنتخب صعب وصعب للغاية ، نتمنى أن يتمكن بلماضي من إعادة رفقاء محرز الى السكة وإذا لم يستطع فالمسؤولية تتحملها السلطات التي فعلت كل شيئ لإيصال هذا المنتخب الى القمة وقامت بنفس المجهود لإنزاله من القمة الى القاع في سقوط حر غريب وشائك
س: ما رأيك في حادثة سعدان الأخيرة، و هل تعطي الحق للإتحادية أم للناخب الوطني السابق ؟
لن أتردد لحظة في الوقوف الى جانب الشيخ سعدان الذي أثبت بالأدلة والبراهين بأن من كان يفترض أن يكونوا بمثابة أبنائه عبثوا به وبإسمه وبهذه القامة الكروية التي لو كانت في بلد آخر لوضعناها فوق الرؤوس بدلا من إحاطتها بأشخاص طفيليين عاثوا فسادا في الكرة والحياة الرياضية عامة ، وسعدان أكبر وبكثير من هذه الإتحادية الهاوية التي لا تليق لإدارة شؤون فريق بلدي على اكثر تقدير
س: هل تؤمن بمشروع الإتحادية التي باشرت في إنشاء مراكز تكوين أم أنه مجرد وهم ؟
بل هو عين الوهم ، كيف نذهب اليوم الى بعث أربعة مراكز جهوية للتكوين ونحن نعلم بأن مركز سيدي موسى يلتهم 12 مليار سنتيما في الموسم كميزانية للتسيير، هل يعقل أن نبعث أربعة مراكز أخرى لنجد أنفسنا أمام منشآت تبتلع 60 مليار سنتيما في الموسم الواحد ولا تدر علينا ولا سنتيما واحدا ؟ ثم ماجدوى بعث هذه المراكز وهذه الإتحادية لم تستطع حتى الحفاظ على مركز سيدي موسى الذي تداول على تسييره منذ مجيئ الإتحادية الحالية ثلاث مدراء آخرهم بيطري لا علاقة له بالمناجمت ؟ وإضافة الى كل ذلك لماذا تصر هذه الإتحادية على بعث مراكز تكوين وفي أجندة الفرق المحترفة مراكز تكوين خاصة بكل فريق ؟ عندما نعجز في صيانة أرضية ملعب كرة قدم مثلما هو جار مع ملعب 05 جويلية فالأكيد أننا لن نستطيع صيانة هذه المنشآت التي ستتحول الى خرابة وعبء إضافي على عالم الكرة المتعفن بمسيريه .
س: هل أنت مع أو ضد فكرة جلب تقنين إسبان؟ يعني هل يوجد في الجزائر تقنين أم لا ؟
عدا مدرسة لاماسيا أنا لا أتذكر بأن الاسبانيين كانوا مرجع في التكوين مقارنة بجيرانهم الفرنسيين مثلا الذين وفضلا عن قوة تصديرهم لمئات اللاعبين تمكنوا أيضا من تصدير الاطارات الى مختلف البطولات الاوربية ، لذلك لا أفهم سر تركيز هذه الاتحادية على الوجهة الإسبانية ؟ الم يكفيهم فضيحة الكاراز ؟ ثم قد تصلح إسبانيا لاستيراد الخزف للمراكز الاربعة التي ينتظر بناءها وليس في تأطير المشروع الرياضي .
اما عن الاطارالجزائري فالإنكسار في التكوين حدث وصرنا نعاني من ندرة المدرب الجزائري الكفء مثلما كان عليه الحال في السابق ، وهنا يمكنني أن أؤكد لك بأن جيل الثمانينات هو سبب هذا الإنكسار لأنهم جيل لم يتمكن من الدراسة لمحدودية مستواهم التعليمي ، وبذلك لم يستطيعوا تمرير مشعل مخلوفي وبخلوفي وكرمالي ولعريبي للجيل الذي تلاهم وهنا حدث الإنكسار ، أقول هذا الكلام وأستثني حالات نادرة من امثال مضوي ودزيري وبوغرارة ووغيرهم القليل .
س: بعد مرور 11 جولة من البطولة الوطنية ما هو تقييمك لأدائها؟ و هل ترى أن هناك لاعبين يستطيعون حمل القميص الوطني ؟
بطولة ضعيفة مثلما عهدناها منذ سنوات ولا مكان لاعب المحلي بمستواه الحالي في المنتخب الوطني بدون أي شعبوية ودبلوماسية ، عليه أن يعمل ويكد مثما فعله سليماني وسوداني وحليش حتى يضمن مكاة له في المنتخب .
س: ما رأيك في شبيبة القبائل هذا الموسم و هل ترى أنها تستطيع المنافسة على اللقب ؟
شبيبة هذا الموسم تمكنت من إحداث القطيعة مع المشاكل التي لصقت بها في المواسم القليلة الماضية ، وهو مؤشر إيجابي لهذا الفريق العريق ، وجميل أن نرى بطولة لها مراجعها من حيث أسماء الفرق ، أما إمكانية منافستها على اللقب ، فيمكنها ذلك بإعتبار أن البطولة الجزائرية ضعيفة وليس هناك أي فريق تمكن من السيطرة على الألقاب مثلما يحدث في البطولات الأخرى .
س: شخصيا أقرأ مقالاتك في جريدة الخبر دائما تنتقد المنظومة الكروية في الجزائر برأيك كيف نستطيع تحسين مستوى هذه المنظومة هل بتغيير الأشخاص أم العقليات أم أن المشكل أعمق من ذلك؟
المشكل أعمق ويتعدى الرياضة بكثير ، فعندما يرفع السايسي يده على الرياضة يمكن أن نتلمس إصلاحا في هذه الرياضة ، فالسياسي مادامه جاثما على كرة القدم فلا تنتظر خيرا ، وعندما تتوقف السطلات المحلية بمد النوادي بالمليارات وإقتطاعها من ميزانية التنمية جورا ساعتها يمكن أن نترقب رؤية بطولة أحسن حالا مما هي عليه الآن
س: لا يختلف إثنان على أن الإعلام ساهم بشكل كبير في تعفن كرة القدم الجزائرية حتى أن بعض الإعلاميين ساهموا في ترتيب المباريات و في تهديم المنتخب الوطني الذي كان مفخرة الجزائريين و متنفسهم الوحيد، ما هي نصيحتك للإعلاميين الجدد الشباب و خاصة صفحات كرة القدم عل مواقع التواصل الإجتماعي؟
يساهم الأعلام والرياضي خصوصا بشكل كبير في تدني مستوى الكرة عندنا ، تخيل أن الكثير من الأسماء التي تطل على المشاهدين في مختلف البلاطوهات لا مستوى تعليمي لها وهي تقدم على كونها وجوه إعلامية ، وما هم في الحقيقة إلا متعاونين صحافيين مستواهم التعليمي لا يتعدى المتوسط لم يلتحقوا حتى بالثانويات فما بالك بالجامعة ، وأغلب هؤلاء متورطون في التدني الحاصل في كرة القدم اليوم ، ومنهم من يقدم على أنه مختص في التحكيم وهم جهلة مختصون في إرشاء الحكام ، وللبعض من هؤلاء أقول ألتزموا بأماكنكم في الشركات التي تعملون فيها وفيدونا بمواعيد القطارات والتأخرات الحاصلة في شبكة النقل بالسكك الحديدية بدلا من التطفل على الإعلام الرياضي البريء منكم
س:هناك بعض الإعلاميين يربط تدني مستوى الرياضة الجزائرية بتراجع الجزائر على كل الأصعدة سياسية، إقتصادية، إجتماعية، صحية، تعليمية... إلخ هل هذا صحيح و ما هي وجهة نظرك ؟
نعم هذه مسلمة لا يمكن أن ننتظر طفرة في ميدان ما وحال البلد يعاني الويلين ، ومع ذلك فقد تمكنا من إختراق هذه المسلمة بإستيراد لاعبين من البطولات الأجنبية الذين تمكنوا من صنع العجب العجاب بالتأهل الى المونديال على مرتين والمرور الى الدور الثاني في سابقة ، لكننا لم نعرف كيف نحافظ علىت هذا المكسب للأسف الشديد وعدنا الى نقطة الصفر .
س: قبل الختام هل هناك أمل في تطور كرة القدم الجزائرية أم أنه "راح الحال" وكل شيء متصل ببعضه البعض ؟
صعب وصعب جدا أن نطمح في رؤية منتخبنا يعود الى سالف عهده فالمنظومة الكروية كلها مريضة برجالاتها بمؤطريها بإعلامها بمسيريها وحتى بجمهورها ، لذلك دعني أكون واقعي وأقول لك لا يجب أن ننتظر المعجزة
س: كلمة أخيرة للجماهير الجزائرية و لموقع Koora DZair
أشكركم لإتاحة الفرصة لي حتى أتواصل مع جمهور موقعكم والذي أتمنى له كل الرقي والإزدهار وشكرا .
Koora DZair حاوره أنيس إزوين أدمين صفحة و موقع